كان هذا الرجل مغرماً بشرب الخمر مشتهراً بذلك ووصل به الامر ان حبسه الامير سعد بن ابى وقاص لشربه الخمر ... وتمر الايام وهذا الرجل فى الحبس حتى كان يوم موقعة القدسية وسمع هذا الرجل بما يفعله المشركون بالمسلمين وهو فى حبسه ليس يقف عليه حرس غير زوجة سعد بن ابى وقاص فأنشد يقول :
كفى حزناً أن تطعن الخيل *** بالقنا وأترك مشدوداً على وثاقيا
إذا قمت عنانى الحديد وغلقت *** مغاليق من دونى تصم المناديا
وقد كنت ذا أهل كثير وأخوة *** فقد تركونى واحدا لا أخا ليا
هلم سلاحى لا أبا لك إننى *** أرى الحرب لازداد إلى تماديا
فقالت له زوجة سعد : أتضمن لى إن أنا اطلقتك ان ترجع حتى أعيدك فى الحديد ؟ قال : نعم . فأطلقته وأعطته سيفاً وفرساً يدعى بلقاء ودخل المعركة بقلب لا يخشى الموت وبإرادة تتحدى المعصية واثناء المعركة قال سعد : لولا أن أبا محجن فى الوثاق لظننت أنه أبو محجن وأنها فرسى البلقاء .
وانهزم المشركون وجاءابو محجن ليوفى بوعده ووضع نفسه فى الوثاق وأخبرت زوجة سعد زوجها بالخبر فأرسل إلى أبى محجن فأطلقة وقال له : والله لا حبستك فيها ابداً . قال ابو
مجحن : وأنا والله لا أشربها بعد اليوم أبداً .
إنها الإرادة القوية التى جعلته يقلع عن الخمر ... إنها دعوة لكل من يشرب مسكراً أو حراماً ان يقلع بإرادة أبا محجن ... ويكفى أن دنب شرب الخمر كان سيحول بينه وبين طاعة الجهاد ....
فكم من شاب شارب لخمر ... لسيجارة وهو لا يدرى تمنعه عن أداء طاعة ومن الإقبال على عبادة ... عودة إلى عاشق الإرادة .......